الأيوبي يستذكر تجارب الحركات الإسلامية في المنطقة ويؤكّد على أنّ معركة طوفان الأقصى دمّرت صورة الكيان الصهيوني

الإثنين 1 تموز 2024

Depositphotos_3381924_original

رأى الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان الأستاذ عزام الأيوبي أنه كانت لمصر فرصة لاستعادة مكانتها الاقليمية والدولية بعد وصول الحركة الإسلامية في مصر إلى الحكم، لكنّ الانقلاب العسكري حال دون ذلك، وأطاح بأول تجربة ديمقراطية حرة في مصر. وأشار الأيوبي في حديث إلى موقع "ليبانون أون" في التجربة الإسلامية المصرية إلى أنّه حين اشتعلت الحرب في غزة خلال حكم الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي، أرسل الأخير وزراءه إلى داخل غزة وخلال ثمانية أيام اضطر الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب، وهذا يُحسب له وفق الأيوبي. وفي سياق التجربة المصرية أيضاً، أكّد الأيوبي أنّ قرار مجلس شورى الإخوان المسلمين في مصر كان يميل إلى عدم الدخول في معترك الرئاسة، وكشف أنّ أحد وزراء الرئيس مرسي قال له إنّ لديه ستة وثلاثين ألف موظف في وزارته لكنه لا يوجد إلا أربعة أو خمسة منهم من الإسلاميين. واعتبر الأيوبي أنّ الإسلاميين استفادوا كثيرًا من التجربة الإسلامية السياسية في الجزائر، ورأى أنّ تجربة الجزائر كانت من أعمق التجارب لأنّ محفوظ نحناح وهو سياسي جزائري شارك في الثورة الجزائرية وبعد الاستقلال اتجه للعمل الدعوي ومن ثم السياسي، وأسس حركة مجتمع السلم ذات الإتجاه الإسلامي في الجزائر، كان الأكثر استلهامًا لهذه التجربة. وعن التجربة الإسلامية التونسية، أشار الأيوبي إلى أنّ رئيس البرلمان راشد الغنوشي كان أكثر مرونة على سبيل المثال في سياق التجارب الإسلامية. ورأى أن الإخوان لم يتصدروا المشهد السياسي في ليبيا، وأعاد تراجع حضور الإخوان في الحكم الليبي والحالة الإسلامية بشكل عام إلى الاقتتال العسكري الذي شهدته البلاد، وقال إن الخارج أصبح هو المتحكم بالسياسة الليبية. وعن سوريا، أكد الأيوبي أنّ النظام لم يكن جديًا في نيته إجراء حوار يفضي إلى حل حقيقي للأزمة، وكل الاشارات التي وصلت الى الاخوان كانت إشارات تفضي إلى بقاء النظام على ما هو عليه. وكشف أنّ النظام السوري عرض على الإخوان أن يكونوا شهود زور على استمرارية النظام عبر إعطائهم فرصة المشاركة في الحكم شريطة بقائهم خارج الثورة. وقال إن الاخوان لم يكونوا حريصين على استمرارية الثورة في شقها العسكري المسلح، بل على العكس كانوا يفضلون أن تبقى الثورة سلمية حتى ولو سقط من الثوار أعداد كبيرة، لأنه فعلياً ما حدث بعد ذلك أن عسكرة الثورة في سوريا أدت الى ضياع الثورة كليا، وتحولت من ثورة شعب إلى صراع دول خارجية ودمرت سوريا بالكامل وبقي النظام. وعن غزة، اعتبر انّ عملية طوفان الاقصى اثبتت بما لم يدع مجالا للشك بأنّ حركة حماس صادقة في كل شعار رفعته طيلة السنوات الماضية، وهذه الحركة قدمت من خيرة قياداتها، فضلا عن ان طبيعة الإعداد الذي قامت به هذه الحركة خلال الحرب كان بمستوى عالٍ من الاتقان أذهل العدو والصديق على حد سواء. وأشار الأيوبي إلى أنّ الكيان الاسرائيلي يخسر ليس فقط على المستوى العسكري، بل إن صورة الكيان دمرت تدميرًا كاملًا، وبدأنا نشهد حالة معاكسة كلية له على مستوى الرأي العام الإسلامي والعربي وحتى العالمي. لبنانيًا، قال الأيوبي إنّ الواقع اللبناني واقع معقد وهو يكاد يكون المجتمع الوحيد في العالم العربي الذي لا تشكل فيه الحركة الاسلامية حالة اغلبية وهذا انعكاس للمجتمع اللبناني. وإذ اعتبر أنّ كل المكونات اللبنانية أقلية، أشار إلى فراغ كبير لدى المكون السني، وقال إنّ الساحة السنية تتطلع إلى ولادة قيادة سنية، وقد تمثل الجماعة الإسلامية بارقة أمل ونافذة الضوء لاستعادة الساحة السنية تماسكها وانسجامها مع حجمها الذي لطالما مثلته في الساحة اللبنانية. واعتبر أنّ حجم الجماعة أكبر من حضورها السياسي لأن الحضور السياسي لا يستمد فقط من الحجم الحقيقي، وإنما من وجود العمق الإقليمي لهذه القوى، والواقع الاقليمي في المنطقة قد يتغير في أي لحظة. وأكد الأيوبي على أنّ ثقة الناس بالجماعة جيدة ومصداقية الجماعة لدى البيئة اللبنانية عموماً هي ثقة حاضرة، لكن هذا يحتاج الى عوامل اخرى جزء اساسي منها اقليمي فإذا ما حضر حتماً يتغير واقع الجماعة وتمثيلها السياسي. وعن العلاقة مع حزب الله قال الأيوبي: "بكل وضوح نقول نحن اليوم نلتقي مع حزب الله ومع ايران في مواجهة العدو الإسرائيلي وهذا أمر لطالما قلناه ونحن نلتقي مع حزب الله ومع ايران لو نشبت حرب على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وهذا الأمر لا نخجل منه وهو أمر مبدئي بالنسبة لنا". وأضاف الأيوبي أن العلاقة مع ايران ومع حزب الله يفترض ان ينظر اليها على تقاطع المصالح فيما يتعلق بمشاريع المنطقة ككل ابتداء من الصراع مع الكيان الاسرائيلي مرورا بالاجندات الغربية في المنطقة التي تتعلق بموضوع التطبيع والاندماج اسرائيلي في المنطقة وليس هذا فحسب بل نحن امام اجندات كنا حتى ما قبل طوفان الاقصى نراها تريد ان تجتاح مناطقنا وهي قضية المتغيرات الفكرية والايديولوجية وقضية الاسرة وما الى ذلك من الاجندات تريد ان تقتلع كل جذور ثقافة المنطقة، وهذا كله نلتقي فيه مع حزب الله وإيران، وفق الأيوبي.