بعد إعادة إنتخابه.. ماذا يقول أمين عام الجماعة الاسلامية عزام الأيوبي لـ ″سفير الشمال″؟

الأربعاء 30 كانون الثاني 2019

Depositphotos_3381924_original

… غسان ريفي


 إنتصر الفكر التغييري في ″الجماعة الاسلامية″، فأعيد إنتخاب عزام الأيوبي أمينا عاما لولاية ثانية، ما يؤكد ركون الأكثرية ضمن ″الجماعة″ الى هذا الفكر الذي يتمسك بالثوابت التي أرساها السلف من المؤسسين، ويسقطها على الواقع الحالي بما يتطلب من تطور وتفعيل عمل وحضور وتدوير زوايا مع سائر الأطراف من الشركاء في الوطن.

لا شك في أن تجديد الثقة بالأمين العام، ستدفعه أكثر فأكثر الى التمسك بنهجه الذي منحته الانتخابات الشرعية المطلوبة رغم المعارضة التي كان يواجهها، حيث من المفترض أن تكون الولاية الجديدة محطة أساسية لتعزيز التنوع الذي يغني العمل التنظيمي، وتوسيع دائرة التشاور في كل الأمور وإعطاء الشباب الفرص التي تمكنهم من إثبات وجودهم على مستوى القيادة.

يعتبر الأمين العام عزام الأيوبي في أول إطلاله صحافية له بعد إنتخابه، مع ″سفير الشمال″ أن إعادة إنتخابه تعني ″أن هناك قناعة بالنهج والمشروع الذي بدأت به في المرحلة التنظيمية السابقة، ورغبة باستكماله حتى يتحقق لأبناء الجماعة ومحبيها ما يتطلعون إليه من إصلاح وتقدم في مسيرتها″.

وعن توصيف الانتخابات بأنها ″كسر عظم″ما يوحي بوجود معارضة شديدة له، يقول الأيوبي: ″لا أؤمن بمصطلح ″معركة كسر عظم″ أو غير ذلك مما يحلو للبعض إطلاقه من عبارات، فالنظم الشورية أو الديمقراطية التي تعتمد قاعدة الأغلبية في اتخاذ قراراتها وتوجهاتها لن تجد فيها رأيا آحاديا في أي محطة من المحطات، بل آراء متعددة ومتنوعة، وهذه الآراء ستعمل على استقطاب المؤيدين لها، ولن تصبح معتمدة إلا بحيازتها على أغلبية الأصوات، سواء كانت هذه الأغلبية نسبية أو مطلقة. وهكذا الإنتخابات في نظام الجماعة، من يحصل على الأغلبية المطلقة يفوز، وقد جاءت الأغلبية المطلقة لطرفي، ولو جاءت للمرشح الآخر لكان هو الفائز بشكل طبيعي″.

ويضيف: ″أما وجود معارضة شديدة لنهجي فهو أمر طبيعي، لأني طرحت مشروعا تغييريا والتغيير دائما يلقى مقاومة ومعارضة، سواء من النفوس التي تميل إلى الإستقرار وتألف ما اعتادت عليه، أو من الذين يتوهمون أنهم سيتضررون من حالة التغيير ويرون أنها ستتعارض مع تطلعاتهم أو حتى مع مصالحهم″.

وردا على سؤال حول كيفية تعامله مع هذه المعارضة، يجيب الأيوبي: ″إن منهج عملي في كل الأمور يخضع لنظام الجماعة، والتغيير الذي أتطلع إليه خاضع للآليات التي يسمح بها النظام الداخلي، والمعارضين ينبغي أن يخضعوا كذلك لنظام الجماعة الذي يتيح لهم إبداء آرائهم واعتراضاتهم بكل حرية، وأنا حريص على هذا التنوع لأنه يغني مسيرة العمل التنظيمي ويمنع التفرد والشطط، أما إذا تحولت المعارضة إلى حالة تجاوز للنظام ومحاولة تعطيل مسيرة التغيير بدون وجه حق فهذا ما لن أقبل به″.

وعن الخطة المستقبلية للجماعة يقول الأيوبي: ″لقد أطلقنا في منتصف المرحلة التنظيمية السابقة وثيقة ″رؤية وطن″وهي تمثل مشروع التغيير الذي آمنت به وتبنته مؤسسات الجماعة، ولم نتمكن من ترجمته على أرض الواقع لأسباب داخلية وخارجية. في هذه المرحلة سنركز بشكل كامل إن شاء الله تعالى على ترجمة هذه الوثيقة بكل أبعادها إلى برامج ومشاريع تنفيذية، وأتوقع أن يكون لها أثر كبير في نقل الجماعة إلى موقع متقدم جدا″.

وعن العلاقة مع المكونات السياسية الاخرى لا سيما على الساحة السنية وخصوصا الرئيس الحريري؟، يقول أمين عام الجماعة الاسلامية: ″سياستنا داخل الساحة السنية ثابتة منذ فترة طويلة، وهي تعتمد قاعدة الحرص على ترتيب البيت السني وجمع مكوناته على قواعد مشتركة لما فيه مصالح الطائفة وعدم التفريط بحقوقها، ضمن نظام الطائفية السياسية الذي لا يزال معتمدا في لبنان، والحرص كذلك على التنوع داخل البيت الواحد وعدم احتكار أي فريق لتمثيل الساحة، لأن الإحتكار بنظرنا يضعف الجميع ويجعل الطائفة ضعيفة. أما عن علاقتنا بالرئيس الحريري في جزء لا يتجزأ مما ذكر آنفا، إضافة إلى أنه يمثل حاليا الموقع الأول للطائفة سياسيا″.

وعن العلاقة مع حزب الله، يجيب الأيوبي: ″أظن أننا معنيون بإعادة تقييم المرحلة الماضية فيما يخص علاقتنا بحزب الله بكل موضوعية وبعيدا عن العواطف، وذلك انطلاقا من عدة اعتبارات، منها التموضعات الإقليمية والدولية المستجدة، ومنها التحديات التي تواجهنا على كثير من الساحات والملفات. وبناء على عملية إعادة التقييم المشار إليها ستحدد الجماعة طبيعة علاقتها بالحزب مستقبلا″.

وحول إمكانية حصول انفتاح عربي تجاه الجماعة ام ان الحصار سيستمر يقول الأمين العام:

″حتى الآن يبدو أن السياسات العربية ما تزال ملتزمة بالمسارات التي سلكتها خلال السنوات الست الماضية، ولا أرى أي مؤشرات لتغيير قريب″.

في ختام حديثه وجه الأمين العام عزام الأيوبي كلمة الى شباب الجماعة جاء فيها: ″أقول لشباب الجماعة وهم أملي وعدتي في مشروع التغيير: إن الوصول إلى القمم يحتاج إلى القوة وإلى الصبر والمثابرة، وإن كل المصاعب التي تواجهكم في الطريق، وكل الآلام التي تتحملونها في سبيل الوصول إلى الهدف سوف تصبح بإذن الله من الذكريات الجميلة عندما تصلون وتتذوقون لذة النصر والشعور بقيمة الإنجاز، كونوا على ثقة بقدراتكم فأنتم تمتلكون أسباب النصر ولن يحول بينكم وبين تحقيقه إلا استسلامكم أو تراجعكم، أما إن أصريتم على مواصلة الطريق فإن النصر بانتظاركم″.

http://safiralchamal.com/…/بعد-إعادة-إنتخابه-ماذا-يقول-أمي…/