خاص "اخباركم": توجهات المبدئية للجماعة الاسلامية والتحالفات التي ستنسجها تحضيرا للإنتخابات النيابية

السبت 9 تشرين الأول 2021

Depositphotos_3381924_original


https://akhbarkum-akhbarna.com/ViewPost/862
 الكاتب السياسي باسل عيد
في خضم الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان والمرشحة للاستمرار على الرغم من تشكيل الحكومة، بدأ موضوع الانتخابات النيابية يطغى على المشهد الداخلي قبل حوالي 6 أشهر على إجرائها وبدأ السباق الإنتخابي بالإنطلاق في ظل غموض يكتنف خارطة التحالفات المستقبلية سواء بين أركان السلطة أو المعارضة أو قوى الثورة والمجتمع المدني.
حتى الآن لا شيء واضحا في موضوع الخطط التي ستسير وفقها معظم القوى السياسية في البلد بشأن انتخابات ربيع 2022، فكل شيء ممكن وما قد نعتبره مستحيلا قد يصبح واقعا، وأي تحالف قد يتم تركيبه في غمضة عين بغض النظر عن قانون الإنتخاب سواء كان الحالي أو قانون جديد.
ويبرز في هذا المجال دور "الجماعة الإسلامية"، إحدى القوى السياسية الوزانة في المشهد السياسي الداخلي لاسيما في بيروت وصيدا حيث للجماعة ثقل انتخابي يعتد به، خصوصا مع تبدل تحالفاتها في كل إستحقاق إنتخابي وفقا للأجواء السائدة.
ولاستطلاع رأي الجماعة وخارطة طريقها الإنتخابية المقبلة، سأل موقعنا "اخباركم" نائبها السابق الدكتور عماد الحوت عن التوجهات المبدئية للجماعة والتحالفات التي ستنسجها تحضيرا للإنتخابات المقبلة، فقال ردا على سؤال عن دورها في المشهد الداخلي الراهن وعن سبب غيابها عن الساحة السياسية منذ فترة أن الجماعة "ليست غائبة عن المشهد السياسي ولكن طبيعة المرحلة وما تمر به البلاد تستدعيان العمل الجاد البعيد عن الاستعراض لا سيما على مستوى حماية البلد من الانهيار من جهة والوقوف مع الناس في ظل الازمة التي تعصف به"، مشيرا الى ان جميع مؤسسات الجماعة "مستنفرة لتقوم بالدور الذي تستطيع عليه لدعم المواطنين، وهي مستمرة في نضالها للوصول الى حياة سياسية أقل فساداً ومحاصصة ومحسوبيات".
وعن الأزمة التي يمر بها لبنان ولمن يحمل مسؤولية حدوثها، اعتبر الحوت أن الأزمة الحالية هي "أزمة مركبة من عدة عوامل، فهناك أرضية داخلية بسبب الهدر والفساد الذي مارسته مجموعة من القوى السياسية في الفترة الماضية أضعفت البنية الاقتصادية للبلاد، وهناك عملية ايجاد بنية دولة داخل الدولة تقلل من قدرة الدولة على ايجاد خطة ناجحة للتعامل مع الازمة في ظل تغطية المعابر غير الشرعية وعمليات التهريب وغيرها من الممارسات".
ولفت الى أن العوامل الداخلية "ليست كافية لشرح ما حصل من انهيار اقتصادي كانت جزءاً من مسبباته، ولكن يضاف لها عوامل خارجية، فلبنان يعاني من حصار مالي من الولايات المتحدة الامريكية في ظل الصراع الدولي - الاقليمي، ومقاطعة عربية نتيجة تهجم البعض على الدول العربية والمشاركة في زعزعة أمنهم من جهة ثانية، بالإضافة لمحاولة فرض دخوله في سياسة المحاور مما حوله لساحة من ساحات انعكاس التجاذبات الخارجية".
وعما اذا كانت الجماعة تفضل السير بالقانون الإنتخابي الحالي أو الذهاب إلى قانون جديد قال: "نحن بالطبع غير راضين عن القانون الحالي لما فيه من ثغرات كثيرة ولأنه تم تفصيله على مقاس قوى سياسية محددة، ولكننا بالمقابل نرى أن المصلحة تقتضي اجراء الانتخابات في وقتها ولو في ظل قانون غير عادل لنعطي المواطنين الفرصة للتعبير عن رأيهم وخياراتهم من خلال صناديق الاقتراع، ولكننا نرى انه يمكن ادخال بعض التحسينات البسيطة على القانون الحالي للحد من سلبياته على غرار صوتين تفضيليين بدل الصوت الواحد، والحد من التزوير الذي حصل في الانتخابات الماضية من خلال زيادة وتفعيل مراقبة الانتخابات من المؤسسات الدولية".
وعن خارطة التحالفات الممكنة للجماعة أشار الى "عدم وجود خارطة تحالفات محددة بعد، ولكنها حتماً ستتحالف مع من يشبهها ويشاركها النظرة لمعالجة الفساد ومحاربته وبناء البلد على أساس مؤسسات وكفاءة وليس محاصصة وعلى أساس تأمين مصالح المواطن وليس المصالح الشخصية والذاتية"، مؤكدا على ان اولويات الجماعة ستبقى "الحفاظ على البلد ومنع انهياره وتحييده عن تجاذبات المنطقة وصراعاتها، واستراتيجية دفاعية تساعد على تحرير الأراضي والمياه اللبنانية المحتلة، وتحصين لبنان من الانزلاق الى مسار التطبيع مع العدو الصهيوني".
وردا على سؤال حول إمكانية تحالف الجماعة الاسلامية مع الثنائي الشيعي تحديدا في دائرة بيروت الثانية، شدد الحوت على ان "ما يحكم تحالفات الجماعة القادمة هي المعايير التي ذكرها سابقاً ومدى التشارك حولها وليس اي اعتبار آخر".
وسئل عن دور للجماعة يمكن أن تلعبه قبيل الانتخابات لإيجاد تقارب بين عدد من القوى والشخصيات السنية البارزة تحديدا في بيروت وصولا إلى لائحة موحدة فقال: "لقد عملت الجماعة منذ سنة على هذا الملف بعيداً عن الاستحقاق الانتخابي، فطرحت مبادرة ترتيب البيت السني على القيادات السنية في محاولة لتحصين هذا البيت من محاولات التلاعب به وكمقدمة ضرورية لتحصين البلد، وقد تفاعلت هذه القيادات مع هذا الطرح، والجماعة تأمل أن يستمر هذا المسار ليصل لأهدافه النهائية".
ويبقى الرهان على عامل المفاجأة في الإنتخابات النيابية فما قد يقال اليوم قد يستبدل بخلافه غدا، فكل شيء رهن بمصالح كل جهة سياسية، والكلمة الفصل تبقى لصناديق الإقتراع في الإنتخابات المقبلة.. هذا إن أجريت.