الأمين العام للجماعة الإسلامية في ذكرى رحيل العلّامة الشيخ فيصل مولوي:* *كان موسوعياً على مستوى العلم والثقة والإرادة، استراتيجياً على مستوى التفكير والعقل، حاملاً لقضايا الأمّة وفي مقدمها فلسطين، ع

الأحد 14 أيار 2023

Depositphotos_3381924_original

*الأمين العام للجماعة الإسلامية في ذكرى رحيل العلّامة الشيخ فيصل مولوي:* *كان موسوعياً على مستوى العلم والثقة والإرادة، استراتيجياً على مستوى التفكير والعقل، حاملاً لقضايا الأمّة وفي مقدمها فلسطين، عاشقاً للجهاد، وداعية إلى الوسطية والاعتدال* قال الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الشيخ محمد طقوش، خلال ندوة حوارية نظًمها مكتب بيروت في الجماعة، في ذكرى وفاة الأمين العام الأسبق للجماعة العلّامة الشيخ الراحل فيصل مولوي، إنّ "مقارنة أي شخص مع الشيخ فيصل مولوي، هذا الشيخ العلم، هو ظلم، وقد أهلك الشيخ فيصل من أتى بعده على صعيد الإنجازات الكثيرة التي حققها" منوّها إلى فكره واعتداله ووسطيته. وأضاف الأمين العام: "نحن جماعة إسلامية انتشرت على امتداد المعمورة، قادها العلماء الربانيون، من المؤسس الأول الذي هو عالم من علماء المسلمين وكذا كان والده والإخوة من حوله، وليس غريبًا أن يتقلد الأمانة العامة طالب من طلبة العلم". وتابع: "أنا ثمرة من ثمرات الشيخ فيصل مولوي رحمه الله، وسأذكر موقفًا شخصيًا لي مع الشيخ فيصل". وأردف: "حين كنت أمارس الإمامة والخطابة في مسجد الحمراء دخل علينا مرة فضيلة الشيخ مولوي، بعمامته البيضاء الناصعة، فحاولت أن أقدّمه للخطابة لكنه أشار إليّ أن ابقَ في مكانك، وحين انهيت الخطبة توجّه نحوي مهنّئًا ومؤكدًا أنه استفاد من هذه الخطبة، وهذا من تواضعه وفضله". ونوّه الأمين العام بموقف الشيخ فيصل حيال القضية الفلسطينية، وقضايا العالم الإسلامي، وقال : "إنّ أهل فلسطين وأهل العالم الإسلامي يطلقون على الشيخين يوسف القرضاوي وفيصل مولوي لقب عالمَي فلسطين، وقد حدّثني أحد قادة الصف الأول في حركة حماس عن إسهامات الشيخ مولوي في القضية الفلسطينية، على مستوى العمل المقاوم". وأضاف: "أذكر أنه بعد فترة تحرير لبنان، توجهت أنظار الشيخ فيصل رحمه الله إلى القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة، وقد انتزع من إدارة جمعية التربية قرارًا بإنشاء المؤسسات التربوية والصحية في القرى المتاخمة للحدود الفلسطينية". وتابع: "القضية الفلسطينية كانت في قلب الشيخ فيصل رحمه الله، وقد عبّر عن ذلك بالمؤسسات العاملة لخدمة القضية، من مؤسسة القدس الدولية إلى المؤسسات الإغاثية، مرورًا بالمؤسسات العاملة في الداخل الفلسطيني ضمن غزة والضفة الغربية". وختم بالقول: "كان الشيخ فيصل يعشق الجهاد ويحلم برؤية فلسطين حرة والمسجد الأقصى محررًا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا صلاة في المسجد الأقصى المبارك، محررًا في القريب العاجل إن شاء الله". هذا وقد شهدت الندوة كلمة للامين العام السابق للجماعة الاستاذ إبراهيم المصري استذكر فيها تاريخاً طويلاً من العمل الدعوي والحركي مع الشيخ فيصل مولوي رحمه الله. وفي ندوة حول الشيخ فيصل في الرابطة الثقافية في طرابلس وبحضور واسع من شخصيات وأبناء المدينة أكّد الأمين العام أنّ الشيخ فيصل رحمه الله كان أباً ووالداً لكثير من أبناء هذا الوطن بحكم الإفادة والحكمة التي تحلّى بها. وأضاف الأمين العام: "الحديث عن الكبار ليس بالأمر اليسير والهيّن، خاصة عن رجل موسوعي على مستوى العلم والثقة والإرادة التي لا تكسر والتربية". مشيراً إلى تحلّي الشيخ فيصل بالحكمة والصبر واليقين والعقل الاستراتيجي. ونوّه الأمين العام إلى أنّ الشيخ فيصل أصرّ على بناء المؤسسات التربوية وغيرها في المنطقة الحدودية مع فلسطين على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي كانت تمرّ بها الجماعة، وذلك حتى تشكّل هذه المؤسسات قلاعاً للانطلاق نحو فلسطين والأقصى لتحريرهما. كما نوّه الأمين العام إلى أنّ "الشيخ فيصل نظّر وأصّل للعيش المشترك في لبنان على قاعدة التعاون في المشتركات الدينية والحضارية والانسانية لأنها صمام أمان، وأضاف: نحن ما زلنا أوفياء لهذا الخط والمنهج". وأكّد الأمين العام على "أنّنا نفهم الوسطية التي هي عنوان لقائنا اليوم حيث نقدّم الاسلام منهجاً موصولاً ومرتبطاً بالواقع مشروحاً بلغة العصر منفتحاً على الاجتهاد والتجديد لا على الجمود والتقليد، مستلهماً للماضي معايشاً للحاضر مستشرفاً للمستقبل". وتابع : "الوسطية التي نقدمها هي الدين والفكرة التي نعتقدها ميسّراً بالفتوى مبشّراً بالدعوة، حافظاً للأهداف والغايات متطوراً في الوسائل والآليات، ثابتاً في الأصول والكلّيات، مرناً بالفروع ، مرحّباً بكلّ قديم نافع منتفعاً بكلّ جديد صالح، منفتحاً على الحضارات دون ذوبان، مراعياً الخصوصة دون انغلاق، نعمل على تعزيز المشترك الديني والإنساني والحضاري، مرتبطاً بالأصل متصلاً بالعصر، وهذه هي الوسطية التي نسجها الشيخ فيصل وهي الوسطية التي تقدّمها الجماعة الإسلامية في هذا البلد".