نص الرسالة التي وجّهها "ملتقى العدالة والديمقراطية" للقمة العربية

الخميس 30 أيار 2019

Depositphotos_3381924_original

 (يضم الملتقى قيادات من عشرين حزباً وهيئة سياسية من دول عربية مختلفة):

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة القادة العرب،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنعقد القمة العربية ومنطقتنا تمر بظرفٍ تاريخي حرج، وتشهد تصعيداً وتحشيداً نحو حربٍ شاملةٍ ومدمّرة، وأزمةً خليجيةً دخلت عامها الثاني دون وجود أفقٍ أو مساراتٍ لحلّها في المدى القريب، واستمرار الحرب في اليمن وتداعياتها الكارثية على الشعب اليمني الشقيق، وتحالفاتٍ واتفاقاتٍ سريةٍ لتصفية القضية الفلسطينية، كما ومحاولاتٍ حثيثةٍ لإجهاض حلم الشعوب بالحرية والاستقرار في العديد من دولنا العربية كالجزائر والسودان وليبيا ومصر وسوريا واليمن.
إن ملتقى العدالة والديمقراطية إذ يرجو للقمة العربية النجاح في تحريك مسار التضامن والتكامل العربي، والاستجابة المناسبة للتحديات التي تواجه الأمة، خاصةً على صعيد الأمن القومي، والاستهدافات الإقليمية والدولية التي تستهدفها، يتوجّه للمجتمعين بالنقاط التالية:

أولاً: التصعيد القائم في المنطقة
يعتبر الملتقى أن نشوب حرب شاملة في المنطقة تأكل الأخضر واليابس ستكون عواقبها سيئة على الجميع إذا اندلعت، إذ أن الجميع سيكون خاسراً في ظل حاضرٍ يدمّر ومستقبلٍ يحترق.
إزاء هذا المشهد المأساوي ، والمؤامرات التى تحاك بالمنطقة يطالب ملتقى العدالة والديمقراطية القادة العرب اتخاذ زمام المبادرة للتأثير في مجرى الأحداث من خلال إعطاء صورة قوية للتضامن العربي ورأب الصدع بين الأشقاء في دول الخليج، تؤدي الى إعادة الأطراف الأخرى لحساباتها والوصول الى إطفاء النار المستعرة.
كما يطالب الملتقى المجتمع الدولي التدخل السريع لتجنيب المنطقة الدخول فى ويلات حروب جديدة، فى حين أنها لاتزال تعالج آثار وتداعيات ما تعيشه من حروب داخلية عقب ثورات الربيع العربي، وقد شهدت أوروبا عواقب سكوتها على الاستبداد وقمع حريات الشعوب بالمنطقة وما أفرزه من هجرات واسعة بالملايين لأوروبا.
ويطالب الملتقى بضرورة وقف التدخلات الغربية التي تحشد للحروب في المنطقة، عبر المزيد من صفقات السلاح في المنطقة إنعاشاً لاقتصاده المتعثّر، مخالفةً بذلك الاتفاقيات الدولية التى تنص على وقف سباق التسلح، والتي تسعى من خلاله للحرب بالواسطة بالآخرين وعلى أرض الآخرين.

ثانياً: القضية الفلسطينية
يهيب ملتقى العدالة والديمقراطية بالقادة العرب أن يكون لهم موقفٌ واضحٌ خلال القمة العربية التي ستعقد نهاية هذا الشهر بمكة المكرمة، من صفقة القرن المزعومة والتى من المتوقع الاعلان عنها نهاية الشهر الجاري، وأن يوجهوا رسالةً واضحةً لاغموض فيها برفض هذه الصفقة والتأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية لا سيما قضية القدس، وملف عودة اللاجئين، وقضية المستوطنات، وأن يدعموا الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الاسرائيلي، وفي سعيه للمصالحة الوطنية، وإدانة كل محاولات التطبيع مع العدو الاسرائيلي.

ثالثاً: أزمات الدول العربية
يدعو الملتقى القادة العرب لبذل كل الجهود لاعطاء الشعب السورى حقوقه في الحرية وتقرير المصير، وعودة اللاجئين والمشردين من الشعب السوري في دول العالم، وأن يتمكن من اختيار مستقبله ومستقبل أبنائه والنظام السياسي الذي يرغب أن يعيش في ظله.
كما يدعو الملتقى الى الافراج عن آلاف المعتقلين السياسيين والمخطوفين قسرياً فى مصر، ووقف الممارسات المخالفة لحقوق الإنسان والتي كانت محط إدانة مختلف هيئات حقوق الإنسان الدولية.
ويوجه الملتقى التحية للشعب السوداني في حراكه الثوري السلمي المطالب بالحرية والكرامة، والقضاء على الفساد، ويطلب من القادة العرب السعي لتجنيب السودان الشقيق أى سيناريوهات تدفع به لعدم الاستقرار أو الدخول في حرب أهلية بين أبناء البلد الواحد، والتوصل الى اتفاق مع المجلس العسكرى لتسليم السلطة لسلطة مدنية مع الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب السوداني، والحرص على إشراك الجميع في العملية السياسية الانتقالية دون إقصاء لأي طرف.
وكذلك يبارك الملتقى للحراك الجزائري ثباته في مقاومة الفساد ويدعو القادة العرب لبذل كل ما من شأنه تحقيق أهداف الحراك واستكمال مشواره نحو الحرية والاستقرار للشعب الجزائري الشقيق .
وأخيرا يناشد الملتقى القادة العرب بذل كل ما من شأنه إعادة الإستقرار للشعب الليبي، والانتصار على الخارجين على الشرعية والقانون، والتعبير عن موقف واضح من التدخل الخارجي في ليبيا الذى يدعم الانقلاب على الحكومة المعترف بها دولياً، ومن صراع المصالح على أرض هذا البلد العربي.

السادة أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،
تدركون - لا شك - أننا في عالمٍ لا يحترم إلا من يفرض الاحترام لنفسه، ولا يوجد ما يوقف شهوة التوسّع وبسط النفوذ على موارد وطننا العربي إلا بالاستماع الكامل لأحلام أبناء شعوبنا العربية وطموحاتهم المشروعة في الحرية والكرامة والإصلاح الشامل والتنمية والرفاه، ووقف الخلافات الداخلية، وصياغة رؤية عربية متوازنة تحفظ حقوق الجميع وتحد من تدخّل القوى الإقليمية والدولية في شؤونها.
نسأل الله العظيم لأمتنا العربية والاسلامية في هذا الشهر المبارك أن تتجاوز هذه المحنة، وتحقق الاستقرار، وتنبذ الخلاف والشقاق، وأن تنعم مثل بقية شعوب العالم بالأمن والسلام.

في 22 رمضان 1440 هـ الموافق في 27 مايو 2019

الأمين العام
د. عماد الحوت