ابو ياسين: إذا كان هدف عملية عرسال التنسيق بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري، فالأمر مرفوض

الأربعاء 19 تموز 2017

Depositphotos_3381924_original

 

قال المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في البقاع الأستاذ علي أبو ياسين في حديث لإذاعة الفجر إن "إقرار سلسلة الرتب والرواتب حق طال انتظاره منذ أكثر من عشرين عاماً لكثير من الشرائح الوظيفية بعد غلاء الأسعار وثبات الأجور، لكن المشكلة هي موضوع تمويل السلسلة ومصادر هذا التمويل من الضرائب التي ستفرض على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، ولاسيّما ضريبة الواحد بالمئة على القيمة المضافةTVA، ورسوم السير والضرائب على المحروقات التي تطال كل المستهلكين، ولاسيّما الشرائح الفقيرة."
وأضاف أبو ياسين أن "الاتجاه الصحيح هو أن تعمد الدولة إلى إقرار إصلاحات حقيقية تؤدي إلى تمويل السلسلة عبر وقف الهدر والفساد الموجود بمؤسسات الدولة، ولاسيّما في الجمارك اللبنانية والأبينة المؤجرة المملوكة من الدولة، بالإضافة لضرورة أن تسعى الدولة لتطبيق سياسة التطهير الوظيفي مع وجود آلاف الموظفين الذين يعملون في أجهزة الدولة ومؤسساتها، ويتقاضون رواتب من دون عمل، وذلك بسبب وجود غطاء سياسي يحميهم."
وأوضح أبو ياسين أن "هذا الإصلاح يحتاج إلى قرار سياسي من مستوى رفيع، لكن الدولة ما زالت عاجزة عن اتخاذ هذا القرار لأن الدولة في لبنان مركّبة على مقاسات بعض الأشخاص. والواقع السياسي المعاش في لبنان يثبت هذا الأمر، من قانون الانتخاب مروراً ملف النفايات وصولاً إلى الكثير من الملفات التي يغلب عليها الفساد."
وطالب أبو ياسين "مجلس النواب بالعودة عن قرار تمديد دوام الموظفين أيام الجمعة لأن صلاة الجمعة هي فرض عين على كل مسلم، وبالتالي يجب أن تكون أيام العطلة الأسبوعية هي الجمعة والأحد وليس السبت والأحد، وذلك حفاظاً على العيش المشترك في لبنان، واحتراماً للشعائر الإسلامية."

وحول ملف جرود عرسال، قال أبو ياسين إن "ملف عرسال هو من الملفات الشائكة لأن جرود عرسال منطقة شاسعة ووعرة يستحيل الوصول إليها إلا بصعوبات بالغة جداً، ما يجعل الإسناد اللوجستي والعسكري للجيش اللبناني هناك صعباً، ويعزز التخوّف من محاولة زج الجيش اللبناني في هذه العملية، إضافة إلى أن منطقة جرود عرسال تتعرض لقصف قوات النظام السوري منذ أيام، علماً أن هذه المنطقة لبنانية، ما يجعل هذا القصف يشكل اعتداء صارخاً على الحدود اللبنانية وانتهاكاً للسيادة اللبنانية، لا يجوز للدولة اللبنانية السكوت عليه أبداً. هذا، من دون غض النظر عن وجود مسلحين في تلك المنطقة، الأمر الذي قد يجعل الدولة عاجزة عن إنجاز الملف الذي يعتبر دولياً بامتياز، لأن هناك عدة دول لها يد فيه عبر دعم هؤلاء المسلحين وتسليحهم، وبالتالي لن يكون الحل عسكرياً."
وأكد أبو ياسين أنه "إذا كان الهدف من زج الجيش اللبناني في معارك عرسال هو إيجاد ذرائع لتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات النظام السوري، أو بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري، أو التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله، فهي أمور مرفوضة."
وحذر أبو ياسين "من المساس بالآمنين من أهالي بلدة عرسال جراء هذه العملية، حيث هناك تخوف من امتداد هذه العملية من الجرود الى البلدة، ما يؤدي الى تهجيرهم، كما حصل في بلدة طفيل اللبنانية."