أين صوتي ؟

الإثنين 14 أيار 2018

Depositphotos_3381924_original

انتهت الانتخابات النيابية، إلا أن مفاعيلها لم تنته، بل يمكن القول إنها بدأت فصلاً جديداً مختلفاً، عنوانه البحث عن الأصوات الضائعة.
لقد استبشر اللبنانيون خيراً عندما أقر المجلس النيابي قانوناً جديداً اعتمد النسبيّة، على اعتبار ان النسبية تؤمّن صحة التمثيل، وتنصف كل القوى السياسية، وتتيح للجميع المشاركة في صنع قرارات ومستقبل البلد.
وعلى الرغم من تفريغ النسبية من مضمونها عبر تقسيم الدوائر وفق معايير مختلّة ومختلفة، وعبر الممارسات المفضوحة التي خالفت بل خرقت القانون الانتخابي، وعبر الصوت التفضيلي الذي حوّل القانون الى ما يشبه قانون الصوت الواحد، وعبر استخدام المال والسلطة وغيرهما مما يخل بصحة العملية الانتخابية، إلا أن "الطامة الكبرى" كانت في التزوير والتشويه الذي مورس خلال فرز النتائج وإعلانها.
لقد شاهدنا بالصوت والصورة صناديق اقتراع غير مختومة بالشمع الأحمر. لقد رأينا مظاريف الاقتراع مرمية في أروقة بعض المحافظات والقائمقاميات. لقد شاهدنا عمليات فرز وتبديل تجري في صناديق وفي الهواء الطلق وفي فيء الأشجار الخضراء. رأينا الكثير الكثير من "المصائب والبلاوي" التي رافقت بعض رؤساء بعض الأقلام بحق الناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي بمجملها تقدح في نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، وتالياً بصحة التمثيل وشرعية المجلس العتيد المنتخب.
إلا أن كل ذلك شيء، وأن يظهر في نتائج بعض الأقلام أن مرشحين أو مرشحات لم ينتخبوا أنفسهم، ولم يمنحوا أنفسهم صوتهم التفضيلي، فهذه من الفضائح الكبرى التي لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها، والتي تكشف حجم التزوير الذي جرى والتغيير الذي حصل للنتائج.
لقد تابعنا عبر وسائل الإعلام تقارير كشف فيها بعض المرشحين أن النتائج الرسمية التي أعلنت أظهرت أنهم لم يمنحوا لأنفسهم صوتهم التفضيلي في قلم الاقتراع الذي أدلوا بأصوااتهم فيه، هم وأهلهم، فهل هذا أمر يُعقل؟ قد يقول قائل ربما ألغيت أوراق في هذا القلم، فهل يمكن أن تكون صدفة أن تكون كل الأوراق الملغاة مثلاً (إن كانت موجودة) هي لمرشح بعينه؟ ثم هناك أقلام اقتراع لم يسجل فيها إلغاء أي ورقة، ومع ذلك لم ينل فيها مرشحون صوّتوا لأنفسهم أي صوت تفضيلي؟!
لقد تكررّت هذه العملية مع كثير من الناخبين، وبدأ الحديث يجري عن عمليات مشابهة لذلك في كثير من أقلام الاقتراع، وهو ما لا يمكن أن يكون محض صدفة أو مسألة عادية لا تخفي وراءها أهدافاً مبيتة.
هناك الكثير من الناخبين قطعوا مسافات طويلة، كي يشاركوا في هذا الواجب الوطني، بعضهم انتقل عبر الوطن وبعضهم قدم من الخارج يشارك ويدلي بصوته، فهل يُعقل أن يفاجأ هؤلاء باختفاء أصواتهم؟ لقد بات  من حق هؤلاء أن يسألوا أين صوتي؟ بل بات من حق كل اللبنانيين أن يسألوا أين صوتي، لأن النتائج التي أعلنت باتت محل شك، ولا يُدفع الشك إلا باليقين، وهو الحقيقة الكاملة لقصة الانتخابات المشبوهة.

        المكتب الإعلامي المركزي