الإعلام الالكتروني والصحافة الورقية

الإثنين 13 آب 2018

Depositphotos_3381924_original

الثورة التكنولوجية والالكترونية التي بدأت مع نهاية القرن العشرين الماضي, مستمرة ومتواصلة وتأخذ بطريقها الكثير من الأمور التي ظلّت على مدى عقود، بل قرون، لها تأثيرها ودورها وفعاليتها وحضورها، ومن هذه الأمور الطباعة الورقية على تنوّعها واختلافها وتعددها.
لقد شهد العالم الرقمي ثورة حقيقية في عالم الاعلام الالكتروني، خاصة فيما يُعرف اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي , حتى تحوّل كل مواطن الى صحافي ورجل إعلام، تنقل "كاميرته" ما يحيط به وبشكل مباشر الى كل أنحاء العالم، وتوثّق الأحداث بالصورة والصوت، حتى ان هذا الإعلام الجديد فعل فعله فيما يوصف بأحداث "الربيع العربي" حيث أدى دوراً مهماً في نقل الفعاليات الشعبية في ظل أنظمة استبدادية قمعية، ما أسقط حاجز الخوف عند الشعوب.
لكن هذه الثورة في هذا المجال كانت على حساب وسائل إعلام أخرى ظلّت متربعة على عرش هذا "العالم" الى قريب، كالإعلام المرئي، ومن قبله المسموع والمقروء، ما حدا بهذه الوسائل الى التراجع لحساب الاعلام الالكتروني الجديد.
لقد كان أول المصابين أو أول ضحايا الاعلام الالكتروني الجديد، الطباعة بشكل عام والصحافة الورقية بشكل خاص, فنجد أن صحفﴼ عريقة على مستوى العالم، خاصة الدول التي شهدت ثورات حقيقية في عالم التكنولوجيا والالكترونيات، تراجع مبيعاتها الورقية ما جعلها تفكر في الاستغناء عن النسخ الورقية، والاعتماد بشكل أساسي وواسع وكبير على النسخ الالكترونية، خاصة وان لهذه النسخ ميزات وخصائص لا تتوفر في النسخ الورقية، لا سيما منها السرعة والتوسع، ومعلوم أن قارئ اليوم يعتمد بشكل أساسي على سرعة المعلومة أكثر مما يعتمد على دقتها، وبالتالي بدأت هذه الصحف, الورقية رحلة التحوّل الى العالم الالكتروني بشكل كامل، أو شبه كامل.
اليوم ونحن في لبنان, باتت الوسائل الالكترونية الرقمية من هواتف وحواسيب محمولة وغيرها وما يتصل بها متوفرة ومنتشرة على نطاق واسع وسهل وبسيط، فقد كان لذلك أثره على الصحافة الورقية أيضاً، ما حدا ببعض الصحف الى التركيز على النسخ الالكترونية دون اهمال أو إغفال النسخ الورقية بالكامل، بينما عمدت بعض الصحف الى الاستغناء عن النسخ الورقية والاكتفاء بالنسخ الالكترونية.
اليوم تنضم "مجلة الأمان" الأسبوعية السياسية، التي ظلّت لعقود تعبّر عن توجهات التيار الاسلامي في لبنان، الى قائمة المجلات الالكترونية لاعتبارات عديدة ليس محل ذكرها هنا.
اعتباراً من هذا الأسبوع 13/8 حتى 17/8/ 2018 ستصدر مجلة الأمان نسختها الورقية الأخيرة، وتبدأ مرحلة جديدة من العمل الصحافي عبر الاعلام الالكتروني ومن خلال موقعها على الشبكة العنكبوتية www.al-aman.com لتظل موقعاً ومنبراً قيّماً للتيار الاسلامي في لبنان في الاعلام الرقمي.
هي دعوة الى كل الأصدقاء والمحبين والمتابعين الى متابعة مجلة الأمان اعتباراً من الأسبوع المقبل عبر موقعها الرسمي، الذي سيأخذ مكانته بحلته الجديدة وفق رؤية متدرّجة في مواكبة الأحداث والتطورات.
                                                                                 المكتب الإعلامي المركزي