متى نصحو .. ليصحو البلد ؟

الإثنين 15 تشرين الأول 2018

Depositphotos_3381924_original

مضت المهلة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لنفسه لتشكيل الحكومة , من دون أن تلوح في الأفق أية بارقة أمل حتى الآن ، بل على العكس فقد تصاعدت خلال الساعات الماضية السجالات بين الأطراف المعنية، لا سيما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، بما أوحى أن الامور عادت الى المربع الاول. إلا أن بعض المعطيات أفادت أن لقاءً سيعقد بين الرئيس المكلف وبين رئيس الجمهورية، وعلى أساس هذا اللقاء قد يصار الى الاتفاق على تشكيلة حكومية يتم وضعها أمام الأطراف المعنية، فإما أن تقبل بها، وغما أن ترفضها ليصار بعد ذلك الى البناء على الشيء مقتضاه.
الوضع الحالي القائم في البلد في ظل الحديث الدائم عن تحذيرات من الوضع الاقتصادي واحتمالات انهياره تحتّم على المسؤولين والمعنيين تشكيل حكومة في اقرب وقت، فالبلد ليس ملكاً لطرف منهم أو فيهم. البلد لكل أبنائه , ومن غير الجائز المقبول او عدم الاكتراث لكل هذه التحذيرات و"المصائب" التي وصل اليها الوضع، والتشبّث بمطلب ومقعد وزاري هنا او هناك، المسألة أخطر من ذلك، فإما أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه شعبهم ، وإما أن يرحلوا عن تلك المقاعد والمسؤوليات.
أما الناس فإنهم يتحملون بدورهم مسؤولية فيما جرى ويجري. الى متى ستظل الناس مخدّرة بـ "حقن" الطبقة السياسية التي أتقنت فن التعامل مع الشرائح الشعبية وأوهمتها أنها تعمل لمصالحها من خلال إثارة الخوف المتبادل فيما بينها؟ الى متى سيظل كل طرف، بل كل فرد يرى في الآخر عدواً يريد النيل منه والانقضاض عليه؟ الى متى سيظل هذا الشعب منقاداً لهذه الطبقة الحاكمة تحت عنوان الحفاظ على صلاحيات المكوّنات طائفية أو مناطقية أو سياسية ؟
اللبنانيون على اختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية يدفعون الأثمان جرّاء حالة الفساد والفوضى والتسيّب القائمة في البلد. من منهم لا يعاني من ازمة الكهرباء؟ والمياه ؟ والنفايات؟ والطرقات ؟ والازدحام المروري؟ والاستشفاء؟ وتعامل الادارات الرسمية؟ الى آخر ما هنالك من ملفات وعناوين؟ مَن مِن اللبنانيين لا يعاني التلوث والأمراض الخطيرة النفسية والعصبية و.. ؟ ألم يحن الوقت بعد لاتخاذ خطوة تضع حداً للامبالاة هذه الطبقة الحاكمة؟ أم أنهم استطاعوا تدجيننا؟ أوصلونا الى حالة اليأس والاحباط والاستسلام؟
إن من آخر الأمور المضحكة المبكية في آن ذاك الحل الذي وضعوه لأزمة الكهرباء عبر شرعنة المولدات الكهربائية المنتشرة في كل مكان، وعلى الرغم من مئات الملايين التي أنفقت على قطاع الكهرباء. إنهم ببساطة من خلال شرعنة المولدات يقولون لنا: لا كهرباء رسمية لكم. ثم تبدأ عملية ابتزازنا و"سرقتنا" على المكشوف من خلال الحديث عن التأمين تارة ورفع تسعيرة كيلو الكهرباء تارة أخرى!
أي لبنان يريدون؟ يتحدثون عن لبنان القوي، عن لبنان السيّد، عن لبنان المقاوم، عن لبنان المزدهر. إنها ببساطة كذبة كبرى كل تلك العناوين. إنها خدعة وجرعة مخدّر حتى نبقى في غفلتنا، ويبقى أولئك الذين ينهبون البلد تحت عنوان حراسة هياكلنا المقدسة!

                                                     المكتب الإعلامي المركزي