ضغوط داخلية وخارجية

الإثنين 10 كانون الأول 2018

Depositphotos_3381924_original

حفل الأسبوع الماشي بنوعين من الضغوط التي كادت تخلط الأمور داخلياً وخارجياً، بل كادت تنذر بانزلاق نحو الأسوأ.
داخلياً برز الموقف الذي نُقل عن رئيس الجمهورية لناحية إعطاء الرئيس المكلف مهلة ييومين لحسم موقفه من اقتراح توسيع الحكومة الى 32 وزيراً , وإلا تقديم اعتذراه عن التشكيل، أو أن رئيس الجمهورية سيرسل رسالة الى المجلس النيابي بهذا الخصوص.
أولاً , لا بد من التوضيح أن من حق رئيس الجمهورية وفقاً لنص الدستور إرسال رسالة الى المجلس النيابي , ولا جدال في هذا الأمر.
لكن الأمر الآخر الذي يحتاج الى توضيح أن هذه الرسالة بخصوص عقدة تشكيل الحكومة والرئيس المكلف لها أية نتائج دستورية أو مفاعيل قانونية.
فالدستور واضح بخصوص تشكيل الحكومة، إذ أنه من اختصاص الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وبالتالي ليس للمجلس أن يتدخل في هذا الأمر المتصل بصلاحية الرئيس المكلف، كما لا يحق له دستورياً سحب التكليف من الرئيس المكلف إذ لا نص على مهلة زمنية أمام الرئيس المكلف للتشكيل , والجميع يدرك هذه الحقيقة.
إذاً , ما هو الهدف من الرسالة المتوقعة من رئيس الجمهورية الى المجلس النيابي؟
الأرجح أن الهدف منها هو الضغط على الرئيس المكلف من أجل تقديم المزيد من التنازلات في موضوع الحكومة، وهذا ما لن يقبل به الرئيس المكلف خاصة بعدما بات مسلّحاً بدعم من رؤساء الحكومة والقوى السياسية الأساسية في الساحة اللبنانية.
 الأمر الذي لا بد من التنويه اليه، هو أن التلويح بهذه الرسالة أو طلب الاعتذار رأته الساحة الاسلامية بكل مكوناتها نوعاً من التجاوز على الصلاحيات التي أقرها الدستور، وبالتالي فهو يهدد وفي حال الاستمرار به – بخروج الأمور عن نطاق السيطرة والتحكم.
خارجياً , برز الضغط الاسرائيلي على طرف الحدود من ناحية الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أعلن عن عملية تستهدف اكتشاف أنفاق قال إن حزب الله حفرها داخل الأراضي اللبنانية الى داخل الأراضي الفلسطنيية المحتلة وقد رافق هذه الادعاءات الاسرائيلية حملة تهديدات وضغوط مارسها قادة الكيان الصهيوني ضد لبنان بهدف إخافته والضغط عليه.
وفي هذا الملف، وبغض النظر ما إذا كانت هذه الانفاق حقيقية أو مزعومة، فإن طائرات العدو الاسرائيلي تخرق الاراضي اللبنانية مئات المرات كل يوم، وكذلك تفعل الزوارق الحربية في البحر، متجاوزة بذلك القرارات الدولية والسيادة اللبنانية، فإذا ما تمّ اكتشاف نفق تحت الارض يحول كيان الاحتلال الى "ضحية" فيما هو الجلاد الحقيقي.
إن هذه الادعاءات تنخل أيضاً في عملية الضغوط على لبنان لاعتبارات كثيرة , فضلاً عن ان جزءاً منها قد يكون موجّهاً للداخل الاسرائيلي.
المكتب الإعلامي المركزي