كفى !

الإثنين 7 كانون الثاني 2019

Depositphotos_3381924_original

ما تزال عقدة وعقبة تمثيل النواب السنّة الستة في اللقاء التشاوري في الحكومة تعيق إعلان وتشكيل الحكومة، والسبب كما هو معلن حتى الآن، هو أن رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل، يريد أن يكون ممثل النواب الستة شكلاً مُمثلّاً لهم، ومضموناً جزءاً من تكتل لبنان القوي. بمعنى آخر أن تظل حصة تكتل لبنان القوي مع حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، الثلث زائداً واحداً، وهو الأمر المرفوض بشكل قاطع شكلاً ومضموناً من الرئيس نبيه بري، ومضموناً من حزب الله ومن الرئيس المكلف سعد الحريري، لأن أياً من هذه القوى لا تريد أن يحظى أي مكوّن سياسي بهذا البلد، بالثلث المعطّل، ولذلك هناك رفض لكل المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه.
لقد لاحظنا خلال الأيام الأخيرة أن معظم الأطراف حمّل مسؤولية تعطيل الحل وتشكيل الحكومة الى الوزير جبران باسيل على خلفية التفافه على الحل من خلال الإصرار على أن يكون ممثل اللقاء التشاوري جزءاً لا يتجزّأ من تكتل لبنان القوى. إلا أن المفارقة هي أن حزب الله ذهب باتجاه تحميل المسؤولية عن التعطيل الى الرئيس المكلّف سعد الحريري، بل وذهب أبعد من ذلك عندما أيّد اقتراح الوزير جبران باسيل بتشكيل حكومة من 32 وزيراً، وهو بالطبع ما رفضه الرئيس المكلف.
المشكلة في كل هذه المعضلة أن هذه الأطراف المسؤولة عن إدارة البلد وإيجاد الحلول المناسبة للأزمات، لا تستشعر كل هذه الأزمات التي يعيشها لبنان، ولذلك هي غير مستعجلة للحل، لأنها لا تجد صعوبة في تأمين لقمة عيشها، ولا حبة دوائها، ولا مرض أحدها، ولا قسط المدرسة لأبنائها، ولا تشكو من انقطاع المياه ولا الكهرباء ولا الازدحام المروري، ولا أي شيء من هذه الأمور، فلماذا تكون في عجلة من أمرها؟ ولماذا تدفع من أرباحها؟!
هي تبيعنا الوهم عندما تتحدث عن الدفاع عن حقوقنا. عن أية حقوق يتحدثون وقد ذاق المواطن الأمرّين؟! عن أية كرامة يتحدثون وبات المواطن أسير المذلة أمام المشفى والمدرسة فواتير الكهرباء والمياه وكل شيء في هذا البلد؟! ألا يعرفون ويدركون أن أعداد كبيرة من الشركات أقفلت وغيرها في طريقها الى الإقفال؟! ألا يعلمون أن أعداداً كبيرة من الموظفين في القطاع الخاص، وربما يلحق بهم القطاع العام، باتوا لا يقبضون رواتبهم بشكل منتظم؟! ماذا ينتظرون حتى يدركوا الحل؟!
وإذا كان الحل لا يعنيهم، وهم غير مستعجلين، ويفضلون الانتظار، فلماذا ينتظر الشعب؟ وماذا ينتظر؟ ألم يئن الموعد بعد حتى يقول هذا الشعب كلمته، ويقول لكل هؤلاء كفى !
المكتب الإعلامي المركزي