العبرة بالتنفيذ

الإثنين 22 تموز 2019

Depositphotos_3381924_original

يوم الجمعة الماضي، وبعد جلسات متتالية للمجلس النيابي على مدى ثلاثة أيام تزامنت مع إضراب في المؤسسات العامة، واحتجاجات للعسكريين المتقاعدين بالشارع. وبعد جلسات واجتماعات ماراتونية للجنة المال والموازنة، ومثلها للحكومة، أقر المجلس النيابي مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2019، وللمفارقة نحن في منتصف العام 2019، ولكن "أن تأتي متأخرة أفضل عن لا تأتي أبداً".
أقر المجلس النيابي في جلسة سرّية الموازنة بنداً بنداً بعد إدخال تعديلات طفيففة عليها، وكان العنوان الذي يتم العمل تحته هو الاصلاح، وخفض الانفاق وزيادة الموارد وتقليص العجز، خاصة ان الوضع الاقتصادي في البلد بدأ يلامس حافة الانهيار بحسب تحذيرات صدرت عن أكثر من طرف خبير بهذا الشأن.
المفارقة أن الحكومة، واللجنة المعنية بالموازنة من بعدها، والمجلس النيابي من بعدهما لم يقارب بشكل جدي ملفات تعتبر مسؤولة بشكل أساسي عن تنامي الدَين والعجز. فلا جدية ملموسة في معالجة ملف الكهرباء الذي يكبّر الميزانية أموالاً طائلة باعتراف الحكومة نفسها. ولا تحرك حقيقياﹰ على خط معالجة مسائل التهرب الضريبي والتهريب عبر الحدود فضلاً عن الفساد المستشري في كل إدارات الدولة. ولا سياسة واضحة بشكل كافِ لزيادة النمو وخفض العجز. كل ما ظهر في الموازنة وكأنه استجابة لشروط ومطالب وضعها المجتمع الدولي ومصارفه من اجل الفوز ببعض القروض والإيداعات.
على كل حال , تبقى العبرة بالتنفيذ، فما أصاب الجسد اللبناني من ندوب وجروح لم يعد يحتمل، وبالتالي فالمطلوب الالتزام بما تم إقراره علّه يشكّل بداية الانطلاق في مسيرة الاصلاح والاستقرار.
في سياق داخلي آخر تفاعل خلال الاسبوع الماضي ملف إجراءات وزارة العمل بحق اللاجئين، لا سيما الفلسطينيين وصولاً الى دخول مخيمات اللاجئين في إضراب مفتوح وشامل احتجاجاً على إجراءات وزارة العمل بحقهم.
الوزارة قالت إنها لم تتخذ أي قرار جديد بحق اللاجئين، وان كل الذي حصل هو تفعيل الاجراءات المقرة أساساً لتنظيم "العمالة الاجنبية"، وأوضحت الوزارة أنها لا تستهدف العمال واللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
لا شك أن توقيت تفعيل إجراءات الوزارة لم يكن موفقاً إن لم نقل إنه لم يكن بريئاً. فالحديث في المنطقة يجري عن صفقة القرن التي يُتهم من يقف خلفها بالعمل لتصفية القضية الفلسطينية، ومن ضمن ذلك مسألة اللاجئين وحق العودة.
إن إجراءات الوزارة في هذا التوقيت ظهر كما لو أنه جزء من تطبيق أو تنفيذ تلك الصفقة، فيما الوزارة نفت، ليبقى المطلوب إجراءات فعلية تؤكد بما لا يرقى اليه الشك أن اللاجئين في لبنان ليسوا عرضة لا للتوطين ولا للتهجير ولا لأي نوع من انواع الضغوط التي تشكل جزءاً من سياسات صفقة القرن , فيطمئن الجميع.
المكتب الإعلامي المركزي