موجة ثورية جديدة

الإثنين 23 أيلول 2019

Depositphotos_3381924_original

توجه اهتمام العالم خلال نهاية الأسبوع الماضي وتوجهت أنظاره الى مصر , حيث فاجأ الشعب المصري الجميع بحراكه الواسع وتظاهراته التي انطلقت في أغلب أرجاء مصر ومدنها كاسرة حاجز الخوف والصمت، ومطالبة برحيل رأس النظام في ضوء الفشل الذريع على المستويات كافة، وفي ظل الوضع المتردي اقتصادياً وأمنياً وسياسياً واجتماعياً على مستوى الحريات. كسر الشعب المصري الصمت والخوف ونادى برحيل "السيسي" غير مكترث بالنتائج، وسرعان ما تحولت دعوة الفنان والمقاول محمد علي الشعب للنزول امام بيوتهم الى تظاهرات ملأت الميادين في أكبر المدن، وسرعان ما لجأت قطاعات من الشرطة والأمن الى استخدام القوة والعنف لتفريقها , بينما اكتفت قطاعات أخرى من الجيش والأمن والشرطة بالمتابعة وعدم التدخل مع أن المتظاهرين أنزلوا صور الرئيس أرضاً وداسوا بعضها بالأقدام على مرأى من تلك القطاعات.
الواضح أن ما بعد عشرين أيلول سيختلف عن ما قبله. الشعب المصري هذه المرة اطلق، موجة ثورية جديدة، لن تقف إلا بعد إسقاط هذا النظام، تماماً كما حصل في يناير كانون الثاني 2011 على ما يقول ويقدّر الخبراء. وأما الدليل على ذلك فحالة الاحتقان الشديدة التي تسود مصر، ومعها المنطقة كلها. إلا أن هذه الموجة الجديدة تحتاج من كل الثوريين، داخل وخارج المنطقة تعاطياً وتعاملاً مختلفاً عن المرات السابقة، حتى لا تدور الامور والأوضاع من دون أن تختلف النتائج.
الشعوب العربية التواقة الى الحرية، والتي تآمرت عليها انظمة وحكومات ودول ، تنتظر ما سيقرره الشعب المصري في هذه الموجة الثورية، فإما أن تطيح هذه الموجة الثورية الثورات المضادة وتلقي بها وبأصحابها في مزبلة التاريخ، وإما فإن هذه الشعوب مضطرة للانتظار والخضوع لآلة القمع سنوات إضافية , تدفع فيها أغلى ما عندها، خاصة على مستوى الحرية والكرامة.
الشعب المصري اليوم، من خلال موجته الثورية الجديدة يقرر مستقبل ومصير المنطقة بشكل عام، وتعلق عليه شعوبها آمالاً عريضة , نرجو أن لا يحبطها ويبدد آمالها.
في لبنان , حيث الوضع الاقتصادي يترنح، ويسير نحو مزيد من التدهور والأزمة , يحتاج البلد الى موجة ثورية من نوع آخر، موجة ثورية تضع حداً لحالة الفساد وسوء الادارة والفوضى، وهذه تحتاج الى فدائي من داخل السلطة والحكم. والسؤال المطروح هو من يمكن أن يكون هذا "الفدائي" الذي يطلق هذه الموجة الثورية ويضع حداً لفساد؟!
المكتب الإعلامي المركزي