تقدّم بالنقاط

الإثنين 14 تشرين الأول 2019

Depositphotos_3381924_original

ازدحمت الملفات خلال الاسبوع الماضي داخلياً وخارجياً وعلى أكثر من مستوى. فعلى الصعيد الداخلي برز موضوع إضراب محطات الوقود، وتلويح أصحاب الأفران بالاضراب في موقف لكليهما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها البلد، في حين أن الحلول التي لجات اليها السلطة يصح وصفها بالترقيعية والمؤقتة، التي سرعان ما سنكتشف معها أننا سنعود الى المربع الأول.
البعض يضع ما يجري في خانة الاستهداف. بعضهم يضعها في خانة استهداف العهد، والبعض الآخر في خانة الحكومة ورئيسها، والبعض الثالث في خانة استهداف قوى سياسية وتنظيمية. لكن المهم أن المواطن هو الضحية، وهو الذي يدفع الثمن , فيما تغيب الحلول الصحيحة والحقيقية التي تبدأ من الخروج من منطق المحاصصة والاستنسابية والمصالح الخاصة الضيقة.
داخلياً أيضاً حصلت انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في أجواء هادئة وانسيابية ما خلا بعض الامور. وقد عكست هذه الانتخابات رغبة عند الجميع في العمل من اجل لمّ الصف الاسلامي، إلا أن طموحات البعض ما زالت حتى الآن لا تساعد كثيراً على تحقيق هذا المطلب في إطار من التضامن والتكامل وسدّ الثغرات، وهذا ما يدعو الى استدراك ذلك في استحقاقات أخرى قريبة تحصيناً للصف الداخلي في هذه المرحلة الدقيقة والمهمة.
على الصعيد الخارجي برز موضوع العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تحت عنوان "نبع السلام" بهدف وضع حد للتنظيمات التي تصفها أنقرة بـ الارهابية، وبهدف تأمين العمق التركي من أي تهديدات مستقبلية، وبهدف إعادة ما أمكن من لاجئين سوريين الى داخل سوريا.
المفارقة في هذه العملية ان الولايات المتحدة وروسيا تفهمت الخطوة التركية، أما أغلب الدول العربية فإنها وقفت ضدها تحت عنوان الحفاظ على الأراضي العربية، وقد عقدت الجامعة العربية اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث هذه المسألة , وذهب بهم الحال الى وصف العملية العسكرية التركية بـ "الغزو" ، في حين أن التنظيمات المسلحة التي كانت تسيطر على تلك المناطق المستهدفة بالعملية كانت تجاهر بالعمل من أجل الانفصال عن سوريا، وإقامة كيان جديد فوق ترابها، هذا ناهيك عن أن العملية تهدف الى إعادة سكان تلك البلدات والمدن الى بيوتهم ومنازلهم ومدنهم بعد تهجير قسري استمر لسنوات.
هي نقطة تقدّم الى الأمام للدولة التركية، وللمعارضة السورية ولكل هذا الفريق الذي يعتبر أن معركة تحرر الأمة من سطوة الاستبداد لم تنتهِ بعد.
على الصعيد الخارجي أيضاً سجّل التونسيون مرة جديدة سبقاً مهماً حيث وجّهوا ضربة قوية لمسار الثورة المضادة الذي أراده البعض أن يستعيد تونس الى قبضة الاستبداد، فإذا بالتونسيين يؤكدون التمسك بالمسار الديمقراطي ويمدّون الأمل عند كل الشعوب التي طالما تحركت ونهضت من اجل كرامتها وحريتها ومستقبلها.
هي إذاً تقدّم بالنقاط لصالح الشعب التونسي ومن خلفه كل الشعوب العربية التواقة الى الحرية، يؤكد أن معركة التحرر ما زالت مستمرة , وان الثورات المضادة مصيرها الفشل والخسران المبين.
المكتب الإعلامي المركزي