استقلال !

الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

Depositphotos_3381924_original

احتفل لبنان نهاية الاسبوع الماضي , بالذكرى السنوية للاستقلال على هيئتين: واحدة رسمية أراد الجيش من خلالها الحفاظ على رمزية الذكرى ولكنها اكتست بمشهد الكآبة مع رموز السلطة الذين بدت على وجوههم تلك العلامات. وأخرى مدنية عفوية كانت مليئة بكل مشاهد الحيوية والأمل بغد أفضل.
في وزارة الدفاع , حيث أقام الجيش حفلاً للمناسبة سيطر الوجوم على وجوه الرؤساء. وفي ساحة الشهداء حيث أقام اللبنانيون حفلاً كان الاصرار والعزم بادِ على كل وجه ومحيّا.
أثبت اللبنانيون أنهم يتمسكون بحراكهم الذي أرادوه سلمياً حضارياً مستمراً من اجل التخلص من كل مظاهر الفساد والفوضى والمحاصصة والمحسوبية، من أجل استعادة الاموال المنهوبة ووضع حدّ للهدر والسرقة والتهرب الضريبي. من اجل وضع حد للجشع والطمع والاستئثار. من اجل بناء دولة المؤسسات والشفافية والمساواة. ولهذا كانت صرختهم ومطلبهم أن يكون الجميع تحت سقف القانون وامام القضاء. هذا ما أراده اللبناني المتطلع نحو الأفضل.
وكما أن اللبناني كان وما زال حريصاً على حصر معركته في هذا الحراك بوجه الفساد والمفسدين، فإنه رفض ويرفض أي استغلال من أي طرف داخلي أو خارجي يريد "ركب الموجة" أو حرف الحراك عن وجهته ومطلبه الحقيقي الأساسي. ولذلك رفض اللبناني الذي يتظاهر في اغلب الساحات التدخلات الخارجية تماماً كما رفض محاولات القوى السياسية الداخلية استغلال التظاهرات والحراك، وظهر ذلك جلياً في أكثر من مرة وفي اكثر من محطة.
لقد أحرق المتظاهرون في اكثر من ساحة العلم الاسرائلي تأكيداً على مبدأ العداء لهذا الكيان الغاصب. كما أحرقوا العلم الأمريكي عندما حاول الأمريكي التدخل في هذا الحراك عبر مسؤوليه أو مؤسساته، كما جرى التظاهر أمام السفارة الأمريكية لتأكيد رفض التدخل بالشأن الداخلي اللبناني أو أية محاولة لاستغلال الحراك الشعبي لأهداف غير أهدافه الحقيقية، هذا يؤكد وطنية اللبناني ووعيه لكل ما يحيط به ويدور من حوله، ورفضه لاستغلال حراكه وتظاهراته. كما يكشف تمسكه باستقلاله الحقيقي الذي يحمي الجميع عندما يكون ناجزاً.
آن الأوان ليتأكد الجميع أن العمل بيداً بيد لمكافحة الفساد ووضع حد له تحصّن الوحدة الوطنية وتمنع أي استغلال للحراك اللبناني، وتفتح الأبواب امام الاصلاح الحقيقي الذي يجعل استقلالنا ناجزاً.
المكتب الإعلامي المركزي