إعلان صفقة القرن

الإثنين 3 شباط 2020

Depositphotos_3381924_original

يوم الثلاثاء 18/1/2020 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ما سماه "خطته ورؤيته للسلام" في المنطقة العربية، والمعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن" وذلك بحضور رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي وقادة آخرين من الكيان، فضلاً عن بعض السفراء العرب في واشنطن، وقد تضمنت الخطة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ومنزوعة الحقوق، منزوعة الحدود، منزوعة السيادة، يمكن أو يصح أن يطلق عليها أي شيء سوى إسم "دولة مستقلة".
وخطة القرن في جوهرها عملية تصفية للقضية افلسطينية، وشطب لها ولمظلومية الشعب الفلسطيني. وليس هذا فحسب، بل هي عملية تهدف الى تطبيع العلاقة بين كيان الاحتلال وبين بقية دول المنطقة حتى يصبح جزءاً طبيعياً من المنطقة، فضلاً عن الآمر الناهي فيها.
كما تهدف صفقة القرن على المستوى المحلي الى شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبالتالي توطين جزء منهم في لبنان، وهو ما يمكن أن يؤسس لإشكالات البلد بغنى عنها، هذا علماً أن مسألة التوطين مرفوضة لبنانياً وفلسطينياً وبإجماع.
الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في مواجهة وإسقاط صفقة القرن، وهناك وحدة موقف على المستوى الفلسطيني بين القيادات والشعب، وهذا يعطي فرصة حقيقية لمواجهة الصفقة، ولاعادة اللحمة الوطنية، ولاستعادة المبادرة من خلال الالتفاف حول هذا الهدف والعمل معاً لإسقاطه ومواجهته.
إن القرار الأمريكي ليس قدراً محتوماً لا يمكن الوقوف بوجهه وإفشاله، إن الأمة تملك من عناصر القوة الكثير الكثير ما يخوّلها التصدي لهذا المشروع وإفشاله، إلا أن ذلك يستدعي الترفع عن الخلافات والامور الصغرى، وتنحية الكثير من نقاط الخلاف والتباين جانباً، أقله في هذه المرحلة، ومن ثم تنسيق عمل كل القوى والجبهات الرافضة لهذه الصفقة، وهذه الهيمنة على المنطقة وقرارها وخيراتها.
إن مصير المنطقة يجب أن يقرره أبناؤها، ولا بد للجميع من تحديد الرؤية بشكل واضح حتى لا يتم الوقوع في فخ الأعداء من حيث لا يشعر الكثيرون.
كذلك لا بد من توحيد الصف العربي ومعالجة الانشقاقات الخليجية بصورة خاصة , التي برزت في مواقف وزارء الخارجية العرب الذي انعقد بالقاهرة .
المكتب الإعلامي المركزي