تحدّي كورونا!

الإثنين 2 آذار 2020

Depositphotos_3381924_original

عندما أصدر رئيس الجمهورية مراسيم تشكيل الحكومة قبل حوالي شهر ونصف , أطلق رئيس الحكومة عليها تسمية "حكومة مواجهة التحديات"، على اعتبار أنّ البلد يواجه مجموعة كبيرة من التحديات. وعندما منح المجلس النيابي هذه الحكومة الثقة , منح الشارع اللبناني، وخاصة الحراك الشعبي هذه الحكومة فرصة لإثبات جديتها وصدقيتها في مواجهة التحديات التي تنتظرها وتواجه لبنان.
غير أن هذه الحكومة سقطت وفشلت أمام التحدي الاول الذي واجهها، وهو تحدي فيروس كورونا الذي أعلنت وزارة الصحة رسمياً، (حتى تاريخه) إصابة عشرة أشخاص به، فيما هناك شكوك حول الرقم، بينما أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي اقفال المدارس والجامعات لأسبوع واحد كحد أدنى خوفاً من تفشّي الفيروس في المدارس والجامعات!
أما لماذا فشلت الحكومة وسقطت في مواجهة هذا التحدي , فلأنها ببساطة لم تكن على قدر المسؤولية، ولم تتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية اللبنانيين من هذا الوباء الخطير.
هل يعقل أن تمضي بضعة أيام على اكتشاف أول حالة مصابة بالفيروس في لبنان حتى تجتمع الحكومة وتقرر الاجراءات الواجب اتخاذها؟! بل لماذا لم تكن هذه الاجراءات متخذة سلفاً وضمن خطة معدة مسبقاً لمواجهة مثل هذا الأمر طالما أن الحديث عنه والتحذير من مخاطره ومخاطر انتشاره كانت تلف العالم كله وقد اتخذت الكثير من الدول اجراءات احترازية واستباقية لحماية مواطنيها ومنها على سبيل المثال لا الحصر وقف رحلات الطيران الى الدول المصابة بالفيروس أو أية إجراءات أخرى؟!
رُبّ قائل يقول: وهذه دول كثيرة اتخذت إجراءات ومع ذلك انتقل الفيروس اليها وأصاب مواطنيها.
هذا أمر لا يعفي السلطة والحكومة عندنا من اتخاذ التدابير اللازمة دون تقصير الى مراعاة لخاطر أحد على الاطلاق.
كثير من القادمين على بعض الرحلات التي وصلت الى المطار تحدثوا عن إجراءات شكلية لا تمتّ الى الجدية بصلة, هذا فضلاً عن إرسال المشكوك بإصابتهم الى منازلهم والطلب منهم الاكتفاء بالحجر المنزلي مع ما يعانيه ذلك في بلد من عاداته وتقاليده الاجتماعية الالتفاف الأسري حول المريض للتخفيف عنه ومواساته , مع ما يعنيه ذلك من تفشي للفيروس على أوسع نطاق يمكن أن يهدد كل البلد!
ببساطة، حكومة مواجهة التحديات فشلت وسقطت أمام هذا التحدي الأول، وهي خسرت نقطة أولى في معركة استعادة ثقة اللبنانيين بها كحكومة مستقلة صاحبة اختصاص , وهو ما يعني أننا قد نكون أمام حراك شعبي متجدد مع أي فشل آخر في أي استحقاق قادم يواجه الحكومة والبلد معاً.


المكتب الإعلامي المركزي