أحداث!!

الإثنين 10 نيسان 2017

Depositphotos_3381924_original

 

الاسبوع الفائت كان حافلاً بالأحداث والتطورت المحلية والاقليمية على المستويين الأمني والعسكري والسياسي.
ففي لبنان اندلعت من غير سابق اتنذار اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة امتدت هذه المرة  عدة أيام، وجاءت على خلفية قرار الفصائل الفلسطينية تشكيل قوة أمنية مشتركة من جميع الفصائل تنتشر في المخيم وتكون مهمتها حفظ الأمن، ومنع الفلتان والفوضى، والحفاظ على استقرار المخيم. وقد تشكلت القوة من الفصائل كافة بما فيها الاسلامية، إلا أن مجموعة تابعة للمدعو "بلال بدر" في حي الطيرة أطلقت النار على القوة المشتركة فور مباشرتها الانتشار في الحي، ما أدى الى اندلاع الاشتباكات بينها وبين القوة المشتركة وحركة فتح من جهة أخرى، فيما فشلت معظم الاتصالات التوصل الى حل في ضوء قرار بعض الأجنحة بالحسم في هذا الموضوع.
الفصائل الفلسطينية تدرك أن هناك من يضمر الشر للمخيم، وتعرف أن هناك من يريد القضاء على المخيم الوجود الفلسطيني، كما تدرك أن وجود هذه المجموعات الصغيرة يشكل شماعة للضغط على المخيم من ناحية، وحرمانه من حقوقه من ناحية أخرى. وهي تتخوّف من أن يصيب مخيم عين الحلوة ما أصاب مخيم نهر البارد عام 2007، ولذلك آثرت أن تتخذ قراراً بوضع حد لحالة الفلتان والفوضى التي تحدث كل فترة، وأن تعمل من أجل فرض حالة الاستقرار والأمن في المخيم حتى لا يصل الى صدام مع الجيش اللبناني، ولذلك أقدمت على خطوة تشكيل القوة الأمنية المشتركة وأخذت قراراً بنشرها في المخيم، ولكن يبدو أن ذلك لم يحل الى الآن دون المخاطر المحدقة، خاصة وأن هناك من له مصلحة في استمرار الاشتباك.
سياسياً، دخل البلد في مرحلة من ربع الساعة الأخير، انقاذ الاستحقاق الانتخابي النيابي، فأمام الجميع فرصة أيام للتوصل الى اتفاق حول قانون انتخاب، أو على الأقل مبادئ عامة حول القانون، وإلا فإن الخطر يكون قد بات محدقاً بالبلد. لكن الشيء المؤسف أن كل الأطراف ما زالت الى الآن تتمسك بمواقفها من القانون، وهذا بالطبع لا يتيح التوصل الى اتفاق.
المشهد النيابي في لبنان لا يطمئن بكثير خير، فالفراغ في السلطة التشريعية قد يكون مدخلاً للمجهول، وربما الفوضى أو المؤتمر التأسيسي، أيضاً قد يكون مدعاة للتمديد للمجلس النيابي، وفي كلا الأمرين الحالة في البلد لتن تكون مستقرة وميسورة.
خارجياً كان هناك تطور لافت من خلال الضربات الأمريكية التي استهدفت قاعدة عسكرية للنظام السوري في ريف حمص. التي جاءت، رداً على المجزرة التي ارتكبها النظام بالأسلحة الكيماوية في بلدة "خان شيخون". لقد كانت الضربة محدودة في الزمان والمكان، ولم يكن من بين أهدافها إسقاط نظام بشار الأسد، ولكنها رسمت مساراً جديداً للأوضاع في سورية، وأكدت أن سوريا لم تعد مسرحاً لطرف واحد فقط. ولا ندري إذا كان ذلك في مصلحة الشعب السوري من عدمه، لكن المهم أن هذا الشعب سيكمل ثورته حتى تحقيق تطلعاته بالحرية والكرامة.
أما في مصر فقد تم استهداف كنيستين في وقت متقارب. بالطبع المتبني دائماً هو ذاته، والمتهم دائماً هو ذاته، والمستفيد دائماً هو ذاته. إنه "الارهاب" الذي يجري اطلاقه والافادة منه. ومن يتأمل جيداً في المشهد يعرف جيداً من له مصلحة في استخدام الشعب لمصالحه ومن ضحّى من أجل الشعب حفاظاً على كل قطرة دم من أبنائه.

المكتب الإعلامي المركزي