"رؤية وطن"

الإثنين 15 أيار 2017

Depositphotos_3381924_original


تحت هذا العنوان "رؤية وطن" عقدت الجماعة الاسلامية في لبنان مؤتمرها العام في مركز الاحتفالات في مجمع البيال ببيروت بحضور رسمي وسياسي ودبلوماسي، أمامم عدسات الاعلام وبحضور قيادات وكوادر الجماعة الاسلامية في المناطق اللبنانية كافة.
فاق عدد الحضور في المؤتمر من المشاركين والضيوف أكثر من ألف مشارك، وتميّز بحسن التنظيم، وقدّمت الجماعة فيه رؤيتها للمسألة الوطنية من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وأكدت حرصها على الانفتاح على كل مكونات الوطن، كما أكدت في خطابها على وسطيتها واعتدالها ونسجامها مع قناعاتها وفهمها للقضايا الدينية والسياسية.
وقد جاء المؤتمر هذا العام مختلفاً عن المؤتمرات السابقة، فهذه المرة لم يكن في غرف تنظيمية مغلقة، وهو تأكيد من الجماعة أنه ليس لديها ما تخفيه عن جمهورها وعن الرأي العام اللبناني.
أرادت الجماعة تبديد الصورة النمطية التي رُكّبت عبر التاريخ عن إنطواء وانعزال الحركات الاسلامية عن مجتمعها وأرادت أن تؤكد أنها من صلب المجتمع، وشريك فيه، ولها رؤيتها لبنائه والارتقاء به الى ما هو أسمى وأفضل.
لقد كان المؤتمر ناجحاً بالمقاييس التي يجرى اعتمادها عادة في قياس مثل هذه المحطات والمناسبات، إلا أن التحدي الآن أمام الجماعة في تحويل هذه الرؤية وما تضمنته من تصورات وتوصيفات الى فعل يومي، وحركة دائمة وإيجابية تسهم في البناء المنشود والشراكة التي يتم العمل من أجلها للارتقاء بالوطن الى مواقع أخرى مقدمة.
التحدي الآن في مزيد من الانفتاح على المكونات الوطنية لايجاد أجواء تطمئن الجميع وتقدّم "الاسلاميين" كمساهمين في النهضة المرجوة والمنشودة، على خلاف الصورة التي تعمل الكثير من الوسائل الاعلامية على ضخها بشكل مستمر لـ "شيطنة" التجربة والحركة الاسلامية.
ثم إن التحدي الآخر هو في إقناع الصف الداخلي بخطوات الانفتاح و المقاربة المتجددة للقضايا التي تعني الناس والمجتمع، وتأكيد للمعنى الذي ترفعه الجماعة على أنها حركة إصلاحية تعنى بالانسان والمجتمع والدولة كجزء من مسؤوليتها في إعمار الأرض.
توقع البعض أن تتضمن وثيقة المؤتمر تنازلات أو تراجعات في فكر الجماعة و رؤيتها السياسية و الدعوية، لكن الجميع تأكدوا بأن انفتاح الجماعة لا يعني بأي حال من الأحوال تراجعها عن ثوابتها الفكرية و السياسية. وقد برز ذلك في خطاب الأخ الأمين العام و الحوارات المفتوحة التي استمرت ساعات.


المكتب الإعلامي المركزي