كلمة رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية "علي أبو ياسين"

الخميس 9 أيار 2024

Depositphotos_3381924_original

جرائم مروعة ترتكب بحق أصحاب الأقلام الحرة، صحافيي الحقيقة، مجاهدي الكلمة، أكثر من 140 شهيداً أكثر من 53 معتقلاً

قمع اسرائيل للصحافة الخرة للتستر على جرائمها بقتل الصحافيين واعتقالهم أنتج "انتفاضة الجامعات" أنتج انتفاضة العالم بأسره ضدها، حتى السياحة في اسرائيل باتت لمن سنّ سلاحه ضدها، فهي تُعامَل اليوم على انها كيان زائل، أيامه معدودة ويلفظ أنفاسه الاخيرة.

لم تكن سرديةُ اسرائيل وأجندتها لتتبعثر، لولا الأقلام الحرة والأصوات الصادقة والصحافة الشريفة المقاومة، التي كانت لسان حال المظلومين.

 مقاومةٌ من نوع آخر لا تقل شأناً عن المقاومة العسكرية، قدمت وضحت في سبيل ايصال الحقيقة ومحاربة التضليل، فكانت البوصلة التي تشير عقربُها بثبات إلى قبلة القضية، إلى قلب الحدث، إلى عمق المشهد، ولب المعاناة، فمن منا لم ينتظر اطلالة الدحدوح وأنس والزقوت، ومن منا لم يتألم لفقد أبو دقة والعبدالله، من منا لم ينسمر أمام الشاشات منتظراً بيانات الملثم، ومن منا لم يحجز مقعده لمشاهدة أفلام القسام العظام، ومن منا لم يهز كيانَه خبر اغلاق مكاتب الجزيرة، منبر الحقيقة، الذي لازال شعارها "التغطية مستمرة" رغم القمع والقتل والاعتقال.

اليوم وبعد سبعة شهور على بدء الحرب وفي ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية، نحيي أبطال الصحافة ونشد على أياديهم الضاغطة على زناد اليراع، وندين ونستنكر أي اعتداء لإسكاتهم ونقول لهم وللعالم، الحقيقة لن تخرس، والحرية لن تٌغتال، طالما أن في العالم اصواتاً تعلو على الظلام وتنير كل دياجير التدليس والكذب والتضليل.

في هذه المناسبة ومن خلالكم أتوجه بثلاث رسائل

الرسالة الاولى: نشرت صحية الغارديان الامريكية في عددها الصادر اول من امس أن السلاح المستعمل في الغارة على مركز جمعية الاسعاف اللبنانية والذي تسبب بارتقاء سبعة شهداء هو سلاح امريكي، السؤال هنا كم من الصحفيين والاعلاميين استشهدوا بهذا السلاح الامريكي وغيره من الدول التي تتدعي الحفاظ على الحرية وخاصة حرية التعبير، وكيف لنا ان نصدق أن هذه الدول التي احتشدت استنكاراً لما تعرضت له تشارلي ابدو هي فعلاً  حريصة على حرية الراي؟.

 يعتصمون  متضامنين في مكان ويرسلون المال والسلاح لقتل الصحافيين في مكان اخر!!

الرسالة الثانية: الى أصحاب القرار في لبنان ونحن في خواتيم المعركة نسأل الله ان تنتهي عاجلاً غير آجل، عليكم ان تشرعوا ودون تأخير او تباطئ بورشة سياسية واقتصادية اجتماعية من أجل ملئ الشغور ابتداءاً من رئاسة الجمهرية، وعدم انتظار الحلول الخارجية وتفعيل كل المؤسسات السياسية، ومن ثم الانتقال الى خطة انقاذٍ ونهوضٍ اقتصادي، ترتكز على محاربة الفساد واستعادة المال المنهوب او المهرب وتعزيز الاقتصاد الانتاجي والاستثمار بالشباب وفي بقائهم في وطنهم، ذلك من اجل تفويت الفرصة على العدو الذي يريد قرصنة دور لبنان كجسرٍ بين الغرب والشرق ومركز اشعاعٍ حضاري ومركزٍ اقتصاديٍ ومعرفي.

 الرسالة الثالثة والاخيرة: الى كل الذين لا يزالون يراهنون على التطبيع والسلام مع هذا العدو، ثبت بما لم يدع مجالاً للشك ان هذا العدو متربصٌ يهادن من اجل ان ينقض من جديد، لذلك الطريقة المثلى للتعامل معه هي العزل والحصار بل الملاحقة امام المحاكم الدولية والمحاسبة على جرائمه الذي يرتكبها.

 في يوم شهداء الصحافة اللبنانية اترحم على ارواح الشهداء من الصحفيين وغيرهم واسال الله ان يتقبلهم والسلام عليكم ورحمة الله